شهادات المصابين في احتجاجات كارثة مرفأ بيروت .. اقتربنا من الموت

جانب من الاحتجاجات في بيروت عقب كارثة المرفأ \ Big News Network.com
1

خرجت شهادات المصابين جراء المظاهرات الغاضبة التي اندلعت وسط العاصمة اللبنانية بيروت بعد كارثة انفجار المرفأ، لتروي تفاصيل أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها صادمة.

فالشاب فراس حمدان كان آخر ما يتوقعه من مشاركته في المظاهرات الاحتجاجية أن يؤول به المطاف بعملية قلب مفتوح بعد إصابته بخردق، ذات الأمر ينطبق على زينة التي أصيبت برصاصتين متفجرتين خلال الاحتجاجات، وفقًا لموقع (الجزيرة نت).

وكان آلاف اللبنانيين قد خرجوا للشوارع لإعلان غضبهم من المسؤولين على كل المناحي وما يشهده البلد من إهمال وفساد وتقصير، مما قاد إلى نكبة المرفأ.

قنبلة وسط الحشد

يقول المحامي فراس الحمد الذي أصيب بنقبلة وسط الحشد خلال توثيقه للاحتجاجات في الثامن من أغسطس الجاري، إنه الآن يعاني من جرح عامودي بصدره ويمنعه من التحرك بسهولة، وبعد إصابته بدقيقة فقد الوعي.

وأضاف: “دخلت خردقة إلى قلبي وما زالت موجودة”. ويتابع “قال لي الطبيب: إذا أردت استخراجها فهذا يعني أنني أقتلك”.

وكان أول ما تبادر إلى ذهن فراس بعد إصابته سؤال: “لماذا أعيش هنا وماذا اقترفت؟” إلا أن شعوره بالمرارة لم يدم طويلاً، هو الذي يدرك أن “المواجهة صعبة مع سلطة متجذرة”، و”منفصلة عن الواقع”.

ويتعين على فراس مراجعة طبيبه بعد أسبوعين لتقييم الآثار الجانبية، وإذا كان الجسم سيتآلف مع بقاء كرة الخردق في القلب.

طلقتين في الظهر

شهادات المصابين الأليمة كانت هذه المرة من نصيب زينة (50 عام) التي تؤكد أنها حينما كانت وسط الحشود وفور محاولة قوات الأمن تفريقهم بالغاز المسيل للدموع، لم تتحرك من مكانها في انتظار تفرق الحشد حتى لا تتعرض للخطر.

وتقول بإنها شعرت فجاة بألم في الظهر، ومن ثم شعرت بألم آخر في يدها، لتسقط بعدها أرضًا.

وأكد الأطباء غصابة زينة وهي ام لثلاثة أولاد، بطلقتين في الظهر، انفجرتا داخل جسدها وتفرع حبت الخردق.

وتضيف بغضب كبير: “تعرضت للقنص، لا أعرف من أطلق النار لأننا لم نر عناصر أمن قربنا”، مضيفة “أعتبرها محاولة قتل”.

القمصان البيض

وفي مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي لمجموعة من الأطباء يطلقون على أنفسهم “القمصان البيض”، تحدثوا خلاله عن إصابة عشرات المواطنين في أعينهم وصدورهم ووجوههم، أو حتى في جمجمة الرأس والقلب.

ويوضح أحد أعضاء المجموعة الطبيب سليم ناصر “منذ الثامن من الشهر الجاري، وجدنا إضافة إلى الرصاص المطاطي، استخدام طلقات الخردق” من “مسافة قريبة وبكثافة”، مما “تسبب في إصابات بالغة كونها تمزق الجلد وتخترقه”.

ويمكن للخردق أن تكون له “نتائج جانبية” كالتسمم والتعب المزمن، وفي حال تحركه في مجرى الدم، يمكن أن يسبب الجلطة، وفق ناصر.

إطلاق نار وسط الحشود

بدورها قالت منظمة العفو الدولية في تقريرها، إنها قامت بتوثيق إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وكرات معدنية من بنادق آلية التلقيم، بلا تمييز، على الحشود.

وأضاف التقرير بأن الجيش بالإضافة لقوات أمنية لبنانية، ورجال مجهولين قاموا بإطلاق النار على أشخاص عزل، في أشارة واضحة لرغبة السلطات على معاقبة المحتجين.

إلا أن قوات الأمن الداخلي وقيادة الجيش في لبنان نقت الاتهامات المتعلقة بإطلاق الرصاص الحي على المحتجين.

بدوره يقول المحامي عماد عمار، عضو لجنة الدفاع عن المتظاهرين في نقابة محامي بيروت، إنهم سيقدموا شكوى إلى الجهات القضائية تحت توقيع المصابين، نطالب من خلالها الإفصاح عن هوية الأشخاص المعتدين وضرورة محاسبتهم.

ويشدد أن الإصابات التي رصدوها تم توثيقها، وأنهم لم يعتادوا عليها من قبل، ففيها رصاص حي، ومنها الخردق الذي يطلق من بنادق وتتناثر منه القنابل، أو الرصاص، وفقًا لما أوضح المحامي عماد عمار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.