فيلم الحارث .. رعب مصري يكسر جمود السينما العربية

لوقو فيلم الحارث \ الجزيرة نت
0

نادرًا ما نجد أفلام الرعب في السينما العربية عمومًا والمصرية على وجه التحديد، إلا أن فيلم الحارث تمكن من فتح الباب لهذا الجانب باحترافية متقنة.

وبلا شك أفلام الرعب بحوجة إلى إمكانيات خاصة، مادية كانت أم بشرية، مما جعلها شبه مختفية في دور السينما بالعالم العربي.

فيلم الحارث الذي يعرض حاليًا عبر منصة “شاهد VIP” الرقمية من بطولة أحمد الفيشاوي وياسمين رايس، ألفه محمد عبد الخالق، وسيناريو محمد إسماعيل أمين، ومن إخراج محمد نادر. 

عودة الموتى

هذه النوعية من الأفلام تتخطى إشكالياتها حدود السينما المصرية، فهي تشمل السينما العربية على وجه العموم، كما يمكن تطبيقها كذلك على الأدب.

فهذه الأعمال تتعامل، بالدرجة الأولى، مع فكرة كسر التابوهات على اختلافها، مما يتعارض مع مفاهيم المؤسسة الدينية في المقام الأول، يليها المؤسسة الشعبية “الوعي الجمعي” بكل ما على عاتقها من عادات وتقاليد تستهجن جموح الخيال.

حتى أن بعض الأفلام القديمة التي تطرقت لفكرة عودة الموتى على  سبيل المثال لجأت إلى حل وسط في النهاية، كأن يكون هذا مجرد حلم في نوم البطل.

قصة الفيلم

وبحسب موقع (اندبندنت) فإن الفيلم يحكي عن ليلة ميلاد الشيطان التي يطلقون عليها “ليلة الحارث”، وفيها يقع اختياره على إحدى النساء اللاتي ولدن في اليوم نفسه لينجب منها ذرية تساعده في صراعه الدائم مع بني آدم.

الانتقال الثاني سيكون في المكان نفسه “صحراء سيوة” 2012 “فريدة ويوسف” ياسمين رايس وأحمد الفيشاوي زوجان يقضيان شهر العسل.

وفي حفلة ليلية يقابلان أحد العرابين “عم محمد” (باسم سمرة)، فيخبرهما عن لُغز ليلة الحارث من دون مقدمات، مستحضراً فلسفة قصة خلق آدم والشجرة المحرمة وطرده من الجنة، في حشو غير مقنع، متذرعاً بحكمة يصدرها بين الحين والأخر من خلال تعبير الوجه أو الحوار.

منحى آخر

يستغرق التمهيد ما يقارب الثلث ساعة الأولى من الفيلم (مدته ساعة ونيف)، ثم تأتي النقلة الأخيرة عام 2019 بعد أن ينجبا طفلهما الأول والذي سرعان ما يفقدانه حين يلقي بنفسه من طابق المنزل فتتدهور حالتهما النفسية، بخاصة الأم “فريدة”.

ويأخذ الفيلم منحى آخر نتتبع فيه الخيوط المُسببة لهذه اللعنة من خلال بعض الهلاوس والفزع الذي يصيب الأم واللجوء إلى أحد الدجالين. وفي لحظة ما نظن أن الأب “يوسف” هو السبب في كل ما يحدث لهما، وهي النقطة الوحيدة تقريباً التي نجح فيها الفيلم حين خلق هذا اللبس أو الإيهام، إن كان قد قصدها فعلاً.

في النهاية يتضح أن “كمال” (علي الطيب)، صديق الأسرة الطبيب النفساني، هو نفسه ذلك الطفل الذي أنجبته “عبلة” في بداية الفيلم من علاقتها بالشيطان، من دون مبرر درامي مُقنع.

الفيلم بداية جديدة

وقال الفنان أحمد الفيشاوي، إنه لا يعتبر نفسه من عشاق أفلام الرعب أو الإثارة عموماً، ولكنه يعترف بأن نص الفيلم سحره لعدة أسباب، مضيفًا: “عندما قرأت النص وجدت أنه مختلف ويتحدث عن أمور متصلة بتراثنا والأساطير المعروفة والمتوارثة في مجتمعنا”.

وأضاف الفيشاوي: إن مثل هذا النمط من الأفلام ليس شائعاً في مصر والعالم العربي، لذا فهو بداية جديدة وممتعة لنوع مختلف من الأعمال السينمائية.

وحول الشخصية التي يقدمها في الفيلم، يقول الفيشاوي: “ألعب دور صحفي يؤمن بالعلم لا بالخرافة، بعكس زوجته التي تتعرض لأمور خارجة عن الطبيعة، لذا فهناك مزج بين العلم والظواهر الخارقة وهو ما أمثله مع زوجتي في الفيلم”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.