في حال نشوب حرب .. أيهما أقوى الجيش المصري أم الإثيوبي؟

مقاتلة جو مصرية طراز أف 16 \ Media Network
0

تلوح في الأفق بوادر نشوب حرب بين مصر وإثيوبيا على خلفية إصرار أديس أبابا على البدء في ملء خزان سد النهضة قبل التوصل إلى اتفاق بين الأطراف الثلاثة، مما دفع مصر بإعلان عزمها للتوجه لمجلس الأمن، في الوقت الذي تحدث فيه البعض عن إمكانية حدوث مواجهة بين الجانبين.

 ورغم أن مصر لم تطلق أي إشارة عن نشوب حرب ، ولكن البعض فهم توجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للقوات الجوية بالاستعداد لتنفيذ مهمة خارج البلاد، بأنها ليست موجهة فقط لحكومة الوفاق في ليبيا بل أيضاً لإثيوبيا، خاصة لو لم يُقدم مجلس الأمن حلاً لقضية سد النهضة بعد أن طلبت القاهرة تدخله.

وسلط موقع (عربي بوست) الضوء على الفارق في القدرات العسكرية بن مصر وإثيوبيا في حال نشوب حرب محتملة بينهما.

مصر تتفوق اقتصاديًا

تتباين القدرات الاقتصادية بين البلدين بشكل كبير لتكون في صالح مصر، ولكن فيما يتعلق بالقدرات البشرية، فإن إثيوبيا أكثر سكاناً، إذ تحتل المرتبة الثانية من حيث عدد السكان في إفريقيا تليها مصر في المرتبة الثالثة.

إذ يبلغ عدد سكان إثيوبيا نحو 108 ملايين نسمة مقابل نحو 104 ملايين و400 ألف لمصر وفقاً لتقديرات 2020 التي أوردها موقع المخابرات المركزية الأمريكية CIA.

ومن الناحية الاقتصادية، يبلغ إجمالي الناتج المحلي المصري  302 مليار دولار مقابل 91.66 مليار دولار لإثيوبيا، حسب تقديرات صندوق النقد الدولي لعام 2019، أي أن الناتج المحلي المصري 3 أضعاف الإثيوبي.

ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي في مصر نحو 3 آلاف دولار، مقابل 953 دولاراً لإثيوبيا.

القدرات العسكرية

تصنف العديد من التقديرات الجيش المصري كتاسع أقوى جيش في العالم، ويراه البعض أقوى جيش في الشرق الأوسط.

وفي هذا الإطار، فإن الفجوة بين البلدين التي نراها في الاقتصاد والتعليم تزداد حدتها في الجوانب العسكرية.

فالجيش المصري جيش شرق أوسطي، يتسم كعديد من جيوش هذه المنطقة بأن عدد أفراده كبير، كما يمتلك أعداداً كبيرة من الدبابات والطائرات والعربات المدرعة.

ويبلغ إجمالي نسبة إنفاق مصر العسكري من الناتج القومي 1.2% حسب تقديرات موقع CIA  لعام 2019.

ومن الصعب تقدير حجم النفقات بدقة، خاصة في ظل السرية المحاط بها والتداخل بين الجانبين المدني والعسكري لأنشطة الجيش المصري، إلا أن البعض يقول إنها تتراوح بين 7.4 و11.1 مليار دولار.

في المقابل يبلغ حجم التقديرات لإجمالي النفقات العسكرية لإثيوبيا 330 مليون دولار وتبلغ نسبة الإنفاق العسكري 0.64% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد.

القوات العسكرية للجانبين

تختلف التقديرات بشأن حجم القوات المسلحة المصرية، لتتراوح بين ما يقرب من 438 ألف فرد إلى 458 الفاً، منهم ما يتراوح بين  310 ألفاً و380 ألفاً قوات برية و18500 لسلاح البحرية، و30 ألفاً في سلاح الجو، وما يتراوح بين 70 و80 ألفاً في الدفاع الجوي، إضافة إلى 325٫000 من قوى الأمن المركزي المخصصة للأمن الداخلي وقمع أي احتجاجات، وفقاً لتقديرات موقع الـCIA  لعام 2019.

في المقابل، تتكون قوات الدفاع الوطني الإثيوبية من حوالي 140.000 جندي عاملين، بينهم نحو 3 آلاف للقوات الجوية، والباقي أغلبه من قوات برية.

الدبابات

يبلغ عدد الدبابات لدى الجيش المصري ما يقرب من 4450 دبابة، منها نحو 880 دبابة قديمة مخزنة و1360 دبابة إم 1 إيه 1 أبرامز الأمريكية الحديثة، والتي يتم تجميع بعضها في مصر.

في المقابل، فإن الجيش الإثيوبي تشير التقديرات إلى أن لديه ما يتراوح بين 420 إلى 520 دبابة، أغلبها طرازات سوفيتية قديمة.

القوات الجوية

في المجال الجوي تتسع الفجوة بين البلدين بشكل كبير. إذ لدى مصر 313 طائرة مقاتلة من بينها 218 طائرة إف 16 تجعل مصر رابع مشغل لهذه الطائرة الشهيرة بعد الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا، ولكن أغلبها بلوكات (نسخ) قديمة لا تستطيع الوصول إلى الحدود الإثيوبية باستثناء 12 طائرة إف 16 بلوك 52.

في المقابل، فإن إجمالي الطائرات المقاتلة الإثيوبية نحو 10 طائرات سوفيتية ميغ 23 التي تعود للسبعينات، إضافة إلى 14 طائرة روسية الصنع من طراز سوخوي 27.

ولكن مما يقلص من إمكانيات السوخوي 27 الإثيوبية ليس فقط قِدم الأجهزة الإلكترونية والرادارات بها، ولكن أيضاً ضعف البنية الأساسية الجوية الإثيوبية والتدريب، حيث أفادت تقارير بأنه خلال الحرب الإثيوبية الإريترية كانت مرتزقة أجانب يقودون هذه الطائرات لصالح أديس أبابا.

لا وجود لحدود مشتركة

المؤثر الأول في أي صراع بين البلدين هي الجغرافيا، لا يوجد أي حدود مشتركة بين البلدين، وبالتالي لا تستطيع مصر استخدام قواتها البرية الضخمة ضد أديس أبابا، إلا عبر عمليات إنزال جوي ضخمة، وهو أمر لا تستطيعه سوى دول قليلة في العالم، غالباً هي الولايات المتحدة وبصورة أقل روسيا.

البديل الثاني هو عملية عسكرية عبر الحدود السودانية، وهو ما يعني توريط السودان في الحرب.

وأبدى السودان رغبة واضحة في عدم التصعيد مع إثيوبيا ورفض توجه مصر إلى مجلس الأمن رغم تحرشات أديس أبابا العسكرية به.

قصف سد النهضة

تبعد إثيوبيا عن مصر أكثر من ألف كيلومتر مما يجعل استخدام الطائرات لتنفيذ غارات جوية على السد في حال نشوب حرب مسألة معقدة.

إذ إن أقرب قاعدة مصرية لإثيوبيا تبعد عن سد النهضة نحو 1500 كلم، ولا تمتلك القاهرة سوى عدد قليل من الطائرات القادرة على الوصول لإثيوبيا، منها طائرات رافال الفرنسية التي يبلغ نصف قطرها القتالي ١٨٠٠ كم إضافة إلى نحو 12 مقاتلة من طراز إف 16 بلوك 52، ولا تمتلك مصر طائرات تزود بالوقود.

وهناك غموض حول كيفية حماية إثيوبيا للسد، إذ إن معظم نظمها الجوية قديمة، ولكن يعتقد أنه محمي بنظام بانتسير الروسي الحديث نسبياً.

وقد يكون الحل بالنسبة لمصر تنفيذ ضربة مباغتة، وهو أمر لا يمكن ضمانه في ظل احتمال تلقي إثيوبيا معلومات عن الغارة المصرية من قِبل بلد مثل إسرائيل  أو أي قوة عظمى لديها أقمار صناعية وقدرات استطلاع وتجسس متقدمة.

ولكن يظل خيار العمل العسكري عبر قصف السد رغم صعوبته الشديدة، وتداعياته الضخمة ليس مستبعداً بالنسبة لأي صانع قرار مصري في ظل التعنت الإثيوبي واستغلال أديس أبابا لكل العوامل السابقة لتجاهل مطالب مصر والسودان، وتعاملها مع النيل باعتباره ملكاً إثيوبياً خالصاً، الأمر الذي يعرض البلدين لخطر وجودي، وفي ظل توقع أن مجلس لن يغير من الأمر شيئاً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.