كارثة ثقافية تقع على سوريا بسبب عشرة أعوام من الحرب
قال المؤلف والمؤرخ جاستين ماروزي، إن الآثار السورية حدث فيها دمار ونهب لا يمكن وصفه، مؤكدًا بأن تراث المنطقة أصابته كارثة ثقافية بكل ما تحمله الكلمة من معني.
وأشار إلى هذا الدمار الذي لحق بالآثار السورية في العقد الأخير يذكرنا بعصر آخر، عندما تسببت الإمبراطورية المغولية التي أسسها جنكيز خان، بمجازر مماثلة.
ويوضح ماروزي: “عندما يتعلق الأمر بسوريا والشرق الأوسط على وجه الخصوص، لا يسعني إلا التفكير على الفور بتيمور، أو تيمور لنك الذي تسبب بجحيم هنا عام 1400″، حسبما أفاد موقع (ميدل إيست اونلاين).
بدوره يقول خليل حريري مدير متحف تدمر العريق في وسط البادية السورية، إنه عانى مع فريقه لإنقاذ ما أمكن من قطع أثرية قبل وقوعها، كما كنوز أخرى في تدمر، في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على المنطقة في العام 2015.
ويقول حريري (60 عاماً): “مرت علي أيام صعبة جداً، حوصرنا مرات عدة داخل المتحف”.
ويروي كيف ترك عائلته لنقل قطع أثرية إلى “مكان آمن خارج تدمر”، مستعيداً لحظة عودته إلى المدينة بعد سيطرة الجيش السوري عليها.
ويقول: “يوم خروجي من تدمر كان صعباً، لكن اليوم الأصعب في حياتي كان يوم عودتي إليها ورؤيتي للآثار محطمة والمتحف مخرباً”.
ويضيف: “كسروا وحطموا كل وجوه التماثيل التي بقيت في المتحف ولم نتمكن من إنقاذها”، مشيراً إلى أن “بعض التماثيل يمكن ترميمه لكن البعض الآخر تفتت” تماماً.
أما مدير عام الآثار والمتاحف، عاصر مأمون عبد الكريم فيؤكد بأن كارثة ثقافية مرت على الآثار السورية خلال الفترة من 2012 و2016، مؤكدًا أنه “منذ نحو ألفي سنة، لم يمر في تاريخ سوريا أسوأ مما مر خلال فترة الحرب”.
ويضيف: “إنها حالة شمولية من الدمار، لا نتحدث عن زلزال في منطقة معينة أو حريق في مكان معين أو حرب في مدينة معينة، نتحدث عن الجغرافيا السورية بأكملها”.
ويتذكر عبد الكريم “هناك أيام صعبة لا يمكن نسيانها، كيوم سقوط مئذنة الجامع الأموي في حلب، ويوم احتراق الأسواق العريقة فيها”.
ويقدّر عبد الكريم نسبة ما تضرر بقرابة “عشرة في المئة من الآثار السورية، وهي نسبة كبيرة في بلد يزخر بمعالمه وغني بالمواقع التاريخية“.