كارثة بيروت تحطم مجهود إبداعي استمر 20 عامًا

جانب من الدمار الذي أصاب مباني بيروت \ WEMU
0

لم تلقي كارثة انفجار مرفأ بيروت آثارها على عدد الضحايا بين قتيل وجريح، أو حتى ذلك الخراب الكبير لحق مباني العاصمة اللبنانية فقط، بل امتدت تلك الآثار لتشمل الأعمال الفنية والإبداية التي تشهدها المدينة.

ومن بين تلك الأعمال الإبداعية ما تقوم به الفنانة مايا حسيني، والتي تقف على عملية ترميم النوافذ الزجاجية الملونة المدمرة بفعل الحرب الأهلية في لبنان.

فمع لحظة الانفجار ضاع كل المجهود التي قامت به مايا طوال العشرين عامًا الماضي لتحل عليها كارثة بيروت في مقتل لكل أعمالها الفنية والإبداية خلال تلك الفترة الممتدة.

نوافذ متحف قصر سرقس التاريخي مهشمة

ترميم المعالم التاريخية

وبحسب موقع (ميديل إيست اونلاين) تؤكد مايا (60 عامًا) أنها عملت على ترميم المعالم التاريخية في لبنان والتي من ضمنها العديد من الكنائس في العاصمة بيروت.

وقالت الفنانة التشكيلية بحسرة: “فيني أقول بها الانفجار 20 سنة من حياتي المهنية كانت بالأرض… شي من حالي راح”.

وأحدث الانفجار الهائل الذي جاء نتيجة تواجد مواد كيميائية شديدة الاشتعال تم تخزينها بصورة غير آمنة في داخل مستودعات مرفا بيروت في الرابع من أغسطي الجاري، أحدث خرابًا كبيرًا في مباني المدينة التي امتلأت شوارعها بشظايا الزجاج المحطم، فضلًا عن مقتل ما لا يقل عن 178 شخصًا وإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين.

متحف قصر سرقس

ولحق الضرر بمباني متحف قصر سرقس التاريخي، وهو متحف متخصص في الفن الحديث والمعاصر تم افتتاحة في العام 2015 والذي قامت مايا من قبل بترميم نواذه الزجاجية الملونة والمفعمة بالحيوية والحياة.

وتقول مايا إن نوافذ المتحف الزجاجية كانت في غاية الجمال لا سيما في وقت المساء فمع الإضاءة يكون المنظر خاطفًا للأبصار، إلا أن الانفجار دمر هذه النوافذ وأحالها إلى ركام.

مايا حسيني في ورشتها

دمار مشاريع مايا

وتكشف الفنانة التشكيلة اللبنانية، أن كارثة انفجار مرفأ بيروت تسببت في إلحاق الدمار بعشرة مشورعات على أقل تقدير من التي عملت عليها منذ الحرب الأهلية التي دارت في لبنان خلال 1975 و 1990، مايا أكدت على ذلك وهي جالسة في ورشتها الخاصة التي تضج بالأعمال الفنية.

واحترفت مايا تلك المهنة في فرنسا، بعدما قام والدها بإرسالها إلى باريس، وهو الذي كان يعمل مهندس في كنيسة، حيث كان دائمًا ما يستورد الزجاج الملون من الخارج، نسبة لعدم استخدامه في لبنان قبل الحرب.

مشاريع تفتخر بها

تشير مايا إلى أن كل الأعمال التي قامت بها محببة إلى قلبها، ولكن تظل تفتخر ببعض المشروعات التي نفذتها، كالعمل في كنيسة القديس لويس في باب إدريس التي تقع وسط العاصمة بيروت القدية، وهو المكان الذي كانت دائمًا ما تذهب إليه رفقة أصدقائها وهي طفلة.

وتشير إلى أن مشروع ترميم الكنيسة استمر عامين، وأكملته مايا رفقة فريق متخصص قبل أربعة أعوام من الآن، حيث قاموا بترميم نوافذ الكنيسة التي تدمرت جراء الحرب.

جرح معنوي

وقالت مايا عن تحطم نوافذ الزجاج بكنيسة القديس لويس “جربت قد ما فيا اتقرب من تاريخ هالكنيسة… هنا خلاص.. هنا كيف ما بيقولوا فرطت. يعني كأنه ..انجرحت” مشيرة إلى أنها تقصد الجرح المعنوي وليس الجسدي.

وأشارت مايا إلى أنها كانت تفكر في التوقف عن العمل بعد عامين لكن خططها تغيرت الآن.

وتختم حديثها بالقول:”رح نرجع نعمر وهنرجع نعمل شيء أحلى… لو 20 سنة من شغلي راح، هلا يمكن مش هعيش 20 سنة بشغلي زيادة بس إلا لما رح نرجع نعمر”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.