كيف تستغل الصين فايروس كورونا لتلميع صورتها؟

الرئيس الصيني "شي جين بينج مصدر الصورة : الشرق الأوسط
0

وسط أزمة طاحنة تعصف بالصين بسبب كورونا، وانتشار واسع للفيروس خارجها، تركزت أولويات الصين على نشر كتاب لتلميع صورة السلطات الصينية وحكمتها في التعامل مع الأزمة.

قيادة شين جين بينغ

وفي خضم محاربتها للفيروس، ركزت الصين بشكل رئيس على إبراز قيادة الرئيس الصيني شين جين بينغ “الحكيمة”، والدور الحيوي للحزب الشيوعي وتفوق النظام الصيني في محاربة كورونا.

ولن يكون هذا الكتاب موجهًا للصينيين فقط، فسوف يتم ترجمته للإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والعربية ولغات أخرى على الأغلب.

ورغم أن السلطات الصينية تعلم جيدًا أن أزمة الفيروس قد تشوه من صورة الصين على نحو غير قابل للإصلاح، فإنها ترى أيضًا أنها فرصة لتقديم روايتها عن مدى التنظيم والنجاح والنصر الذي حققته.

ويشمل ذلك عددًا من النصوص الدعائية البراقة بالإضافة إلى مجموعة من نظريات المؤامرة حول الفيروس نفسه بهدف الإشارة بأصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة.

ويبدو أن التأثير السلبي للأزمة على صورة الصين، واضح تمامًا، وهناك أسباب مشروعة لذلك منها على سبيل المثال، التغطية على المرض في أول ظهوره من قبل السلطات لاهتمامها بصورتها السياسية أكثر من الوباء نفسه.

غير أنه من المرجح أن تُلام الصين بشكل أكبر على أحداث خارجة عن سيطرتها وبخاصة مع تزايد أعداد المصابين والضحايا.

ولعل الأضرار الفادحة التي لحقت باقتصاد الصين وصورتها أزعجت القيادة، مما جعلها تدفع باتجاه عودة الناس إلى العمل.

وقد تعدت هذه الأضرار حدود الصين إلى الولايات المتحدة حيث جعلت صورة الصين الاقتصادية في أدنى أشكالها وأفقدت الثقة في مستقبلها الاقتصادي بشكل عام.

رواية عكسية

غير أن بيجين تروج بقوة لرواية عكسية تتمثل في أن النظام الصيني بسلطويته كان سببًا في التعامل السريع والفعال مع الأزمة، وبالتالي يجب على الدول الأخرى أن تتعلم من تجربتها.

وقد اهتمت الصين بحسب فورين بوليسي بتصدير أساليبها السلطوية في السنوات القليلة الماضية وبخاصة في آسيا الوسطى- وجمهورها الرئيسي بالطبع هو الدول النامية.

وربما يكون الانغلاق الشامل قد لعب دورًا أساسيًا في احتواء الفيروس، غير أنه من الصعب التأكد من هذا الأمر بسبب قيود الحكومة الصينية الصارمة على إصدار التقارير، وقيودها الإضافية على الإنترنت والإعلام الجديد والتي تم التخطيط لها حتى قبل أزمة كورونا.

ورغم أن منظمة الصحة العالمية تواجه انتقادات جماهيرية واسعة بسبب رفضها مواجهة الإخفاقات الصينية، فإنها تعد شريكًا في حملة الصين الدعائية الأخيرة، حيث أصدرت تقريرًا يتملق السلطات الصينية وجهودها انطلاقًا من الجولة الدعائية الحديثة داخل مقاطعة هوبي مركز تفشي الفيروس.

وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم أن الإصابات بكورونا خارج الصين تجاوزت بتسع مرات تلك داخلها خلال 24 ساعة.

وقال مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبيريسوس للصحفيين في جنيف إن الإصابات التي سُجلت في الساعات الأربع والعشرين الماضية خارج الصين، أكثر بتسع مرات من الإصابات المسجلة في نفس الفترة داخل الصين.

ويأتي هذا الإعلان فيما يبعث تراجع أعداد ضحايا المرض في الصين، وتعافي آلاف المصابين به في عدة دول، الأمل في احتواء الفيروس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.