وكالة الصحافة الفرنسية تحذر من مرض صامت يفتك بآلاف السودانيين

مواطنة سودانية تعاني من مرض المايستوما \ World Health Organization
0

حذرت وكالة الصحافة الفرنسية (AFP) من انتشار مرض يتسبب في تآكل لحم جسم الإنسان لدى آلاف السودانيين، في الوقت الذي تعتبر فيه منظمة الصحة العالمية هذا المرض من ضمن الأمراض المنشرة في المناطق المدارية التي تعاني من الإهمال.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية بحسب وكالة الصحافة الفرنسية أن هذا المرض لا يوجد له علاج حتى الآن، الأمر الذي يزيد من معاناة المصابين.

ويعرف المرض باسم “المايستوما” أو “المادورا” ويعتبر أكثر ضحاياه من أبناء المناطق الريفية خصوصاً المزارعين أو الرعاة، الذين غالباً ما يمشون حفاة، وفيما لا يعد مرضاً قاتلاً، يتسبب “المايستوما” بتشوهات جسدية ويؤدي إلى بتر أعضاء الكثير من ضحاياه.

مواطن سوداني يعاني من مرض المايستوما

المرض الصامت

وفي السودان، يطلق على هذا المرض لقب “الموت الصامت”، وغالباً ما يصيب مرض المايستوما، القدم ويتسبب في تورمها عن طريق البكتيريا أو الفطريات الناتجة عن وخز الشوك في الأراضي الزراعية والحقول، حيث يدمر الجلد والعظام والعضلات بشكل خبيث.

شوكة المرض

وفي تقرير ميداني لها من السودان، روت وكالة الصحافة الفرنسية قصص ضحايا أصابهم المرض على حين غرة، إحداهن عرفت باسم خديجة أحمد (45 عاماً) مزارعة في حقول بصل في إقليم دارفور.

تحدثت خديجة عن إصابتها بـ«المايستوما» بعد أن داست على شوكة في الحقل اخترقت قدمها حاملة البكتيريا إلى جسمها، حيث تورمت القدم تدريجياً إلى درجة لم يعد هناك بد من بتر الساق.

وتستخدم خديجة أحمد حالياً أطرافاً صناعية وتعالج في مركز أبحاث المايستوما في الخرطوم، الذي يقدم أطباؤه لها أدوية ستحتاج إلى تناولها مدى الحياة.

وقالت أحمد، التي تعيش بالقرب من مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، نحو 1000 كلم غرب العاصمة: “انتظرت 9 سنوات قبل مجيئي إلى المركز، وعندما وصلت كان قد فات الأوان وكان لا بد من البتر”.

وأضافت الأم التي يعمل أطفالها أيضا في الزراعة والحقول: “في البداية لم أشعر بأي ألم.. مجرد تورم واعتقدنا أنه سيمر، لكنه ازداد سوءاً”.

أطراف مشوهة

ويوضح البروفسور أحمد حسن فحل مدير مركز الأبحاث الذي يعتمد جزئياً على التبرعات لمواصلة نشاطه: “هذا المرض يتطور خلسة، ويمكن أن يستغرق عدة سنوات ويظهر على أي جزء من الجسم”.

وأضاف: “يمكننا القول إن 60% من المصابين لديهم أطراف مشوهة”، موضحا أن المصابين “لا يستطيعون المشي بشكل طبيعي وتُدمر حياتهم الاجتماعية، والبعض لم يعد بإمكانه العمل، ويصبحون عالة على عائلاتهم”.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فمنذ إنشاء المركز عام 1991، عالج المركز 9000 مريض مجاناً في جميع أنحاء البلاد، معظمهم من ولايات الجزيرة (وسط) والنيل الأبيض وسنار (جنوب)، إلا أنه في الواقع يفوق عدد المرضى هذا الرقم بشكل كبير.

وقد تم بتر قدم أو ساق أو يد نحو 20% من هؤلاء المصابين.

ويقول فحل إن ضحايا المرض “هم الأكثر فقراً الذين يعيشون في قرى نائية وبدون موارد، ويمكننا القول إن من يصل إلى هنا (المركز) منهم هم الأكثر حظًا”.

«حزام الورم الفطري»

وفي مستشفى المركز المتطور، يعالج 30 طبيباً 400 مريض أسبوعياً، بعضهم (5%) يأتون من “حزام الورم الفطري”، أي من نحو 40 دولة في المناطق الاستوائية أو شبه الاستوائية مثل إثيوبيا والسنغال وتشاد والهند والمكسيك وفنزويلا وغيرها.

وحسب الأطباء، يمكن علاج المرض بسهولة باستخدام المضادات الحيوية على مدى عدة سنوات إذا كان سبب التورم بكتيريا، لكن لا تزال الأدوية غير فعالة نسبياً في علاج الفطريات.

وقال الدكتور فحل “بدأنا في عام 2017 مع مختبر ياباني ومنظمة غير حكومية مقرها في جنيف، مشروعاً بحثياً كبيراً يهدف، في غضون عامين، إلى تطوير دواء جديد فعال ضد البكتيريا والفطريات مع تقليل فترة العلاج إلى عام واحد”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.