دير الزور السورية بين الأمان في المدينة و “قسد” في الريف
تشهد مدينة دير الزور السورية الحدودية مع العراق ( شرق البلاد ) ، تفاوتاً في الأوضاع الأمنية بين المدينة الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري ، والريف الذي يعمق تواجد ” قسد ” جراحه .
حيث كانت المدينة منذ بداية الحرب السورية هدفاً لكافة الأطراف المعادية نظراً لموقعها الاستراتيجي على الحدود مع العراق ، و كونها تعد خزان سوريا النفطي .
و تجلى ذلك في سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام ” داعش ” عليها ، و إعلانها مركزاً لخلافته الغير شرعية ، قبل أن يقوم الجيش السوري و حلفائه ( روسيا ) بتحريرها من براثن الإرهاب .
إذ تشهد اليوم دير الزور المدينة عودة متدرجة و خجولة للحياةً طبيعية و الأمان ، بعد الإصلاحات الكبيرة التي همت المجالس المحلية بتنفيذها ، من بُنى تحتية و تسهيل عودة الأهالي .
هذا ما أوضحه رائد منديل رئيس مجلس مدينة في حديثٍ له ، قال فيه أن ” مدينة دير الزور تحظى باستقرار دائم وعودة الامن و الامان للمنطقة وعودة الاهالي بشكل كامل ” .
معزياً هذا التقدم الملحوظ إلى ” التعاون الجيش العربي السوري مع الحلفاء ( الروس ) بإعادة الامن و الاستقرار بالمنطقة بشكل كامل هذا الوضع ملموس لكافة المواطنين بشكل وشكل خاص”.
و شكر منديل الجهود المبذولة من قبل من أسماهم بأصدقاء سوريا ( روسيا و إيران ) ، منوهاً إلى أهمية الدعم العسكري و الاقتصادي الذي تقدمه روسيا إلى دمشق .
حيث نلحظ غياب القوات الروسية الرديفة بشكل كبير و واضح في أنحاء ريف المدينة ، و هو الامر الذي يتم استغلاله من قبل الجماعات الإرهابية المتمثلة بـ ” قسد ” المدعومة أميركياً و خلايا داعش النائمة .
إذ تتكرر الاعتداءات المسلحة وعمليات الخطف و السلب و نهب الثروات على الدوام ، و يروح ضحيتها أبناء العشائر في المنطقة .
فمنذ عدة أيام أقدمت عناصر “قسد” على اختطاف عدد من المدنيين في مدينة البصيرة ، الواقعة في ريف المدينة الشرقي .
ونقلاً عن مصادر ميدانية، أكدت وكالة الأنباء السورية “سانا” قيام عناصر ميليشيا “قسد” اقتحام مدينة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي واختطاف عدد من الأهالي وأخذهم إلى مكان مجهول.
حيث لوحظ في الآونة الأخيرة معاناة واستياء أهالي دير الزور شمال شرقي سوريا ورفضهم للوضع الحالي، فما أن تهداً مدينتهم نسبياً حتى تعود للفوضى والقصف وأعمال الخطف والاغتيالات.
ويرغب السكان بدخول الروس إلى المدينة لضبط الوضع على غرار غيرها من المدن التي دخلتها القوات الروسية سابقاً مثل حلب، وإنهاء الحالة القائمة فبات الأهالي مرهقون من المعاملة السيئة لعناصر قسد مع العرب السوريين من ناحية، ومن ناحية أخرى يرفض شبان دير الزور الانضمام للقتال في صفوف الفصائل الإيرانية.
ولا يقف تأثير غياب القوات الصديقة عن مدينة دير الزور على الداخل السوري فقط ، بل يمتد ليشمل العراق ، نظراً لطغيان الانفلات الأمني على الشريط الحدودي .
إذ قال صباح العكيلي أحد الخبراء الأمنيين في العراق لوكالة المعلومة أن ” المعلومات المؤكدة لدينا تفيد بدخول 4000 داعشي الى العراق عبر الأراضي السورية عن طريق حملها بأرتال عسكرية أمريكية وهي محمية بغطاء العلم الأمريكي ، نظراً لكونها لا تسمح للقوات العراقية بتفتيشها ” .