الروس لجبران باسيل: متمسكون بحكومة يرأسها سعد الحريري
كشف مصدر سياسي لبناني مطّلع على زيارة النائب جبران باسيل الأخيرة إلى روسيا، أن الروس أكّدوا له على ضرورة تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري.
وقال المصدر، الإثنين، بحسب ما جاء على موقع “عربي بوست”، إن المسؤولين الروس رفضوا بالمطلق وجود ثلث معطل للحكومة سواء لصالح رئيس الجمهورية أو لأي طرف سياسي.
ووفقاً للمصدر، اشترط الجانب الروسي على باسيل، أن “تكون الحكومة مؤلفة من وزراء اختصاصيين بجدول أعمال إصلاحي، وأن يكون الفريق متناغماً مع رئيس الحكومة وليس مع الأحزاب”.
كما أبدى الروس تمسكهم بالحريري، مؤكدين رفضهم لأي محاولات تدفعه للاعتذار وعلى الجانب المعترض التنازل طالما أن الحريري مكلف، بحسب المصدر.
وأشار المصدر، إلى معارضة روسيا لمقاربة باسيل الحكومية، لاسيّما بتسمية الوزراء المسيحيين، وأن تؤدي هذه المقاربة إلى أن يقف البلد على إشكالية طائفية، فيما الانهيار متسارع وبحاجة لوقفه بسرعة عبر حكومة تحظى بثقة المجتمع الدولي.
وأضاف المصدر، إن موسكو أبلغت باسيل بأن موانع تشكيل الحكومة انتهت، لأن واشنطن مهتمة بلبنان، بداية عبر بوابة ترسيم الحدود، وأن وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ديفيد هيل، والذي زار لبنان منذ أسابيع أوضح أن واشنطن مصرة وحريصة على تشكيل حكومة.
وكان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، قد قال يوم الجمعة، إن لبنان ليس فقيراً، مؤكداً أن الإفلاس جاء على البلاد، نتيجة سياسات خاطئة ارتكبها فاسدون.
وصرّح باسيل، لوكالة “سبوتنيك” الروسية، إن “بلاده أفلست جرّاء سياسات معينة وعند تصحيحها ينهض من جديد”، مضيفاً: “ونحن ندعي اننا نملك خطة كاملة على كل الصعد ولكن هناك من لا يريد الاصلاح ولا يمكن بناء لبنان بوجود الفساد ونفس الفاسدين”.
وطرح باسيل خطة التيار الذي يرأسه، بقوله: “لدينا في التيار خطة اقتصادية ومالية كاملة، نشرناها مفصلة من الناحية الاقتصادية، ومن الناحية المالية، وهي خطة تعتمد على سياسة وقف الاستدانة وإغراق لبنان بالديون بفوائد عالية، وسياسة اجتماعية تقوم على العدالة الاجتماعية، وسياسة مالية تقوم لتصفير العجز في لبنان ووقف الهدر”.
ووصف باسيل، زيارته الأخيرة إلى روسيا، بأنها “استراتيجية بامتياز”، وحققت غرضها بشكل واسع.
كما أشار جبران باسيل، إلى أن هناك تطابق كبير في وجهات النظر على المستوى الرسمي سواء في وزارة الخارجية، أو في المجلس الفيدرالي أو في مجلس الدوما، منوّهاً إلى أنه “رأى تفهماً روسياً كبيراً للطروحات والأفكار التي تقدم بها فيما يخص دور لبنان السياسي والاقتصادي في هذا المشرق”.
وقال باسيل، إن “روسيا بإمكانها أن تقدم الموقف الحيادي المساعد، وأن تمارس سياسة مساعدة على الاستقرار بسبب فهمها لمنطقتنا من دون تدخل في الشؤون الداخلية”.
وتابع: “نحن في المنطقة بحاجة إلى توازنات، نعيش من خلالها التنوع اللبناني ونعبر عنه، وروسيا تستطيع أن تحقق هذا التوازن، وقد حققته في سوريا“.
ولفت رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، إلى أنه “ليس هناك معركة حصص مع أحد، وإنما الموضوع يتعلق بمستقبل لبنان السياسي والاقتصادي والمالي”.
وأردف: “نحن الآن نلعب لعبة وجود لبنان، والسؤال الأكبر، هل يمكن لأحد اليوم أن يحتكر الحكم والحكومة في لبنان، وأن يأخد لبنان إلى نفس الاتجاهات السياسية والاقتصادية التي كان فيها، نحن تخلينا عن الحصص كتيار وطني حر، وقلنا لن نكون في الحكومة، ولكن أي نموذج اقتصادي نريد”.
كما تساءل جبران باسيل: “هل بنفس النموذج الذي وضع عام 1990، نعيد بناء لبنان، أو بنموذج اقتصادي آخر يقوم على الإنتاج، وعلى الاقتصاد الاستثماري والمنتج، هذا هو التحدي، وليس موضوع حصص أبداً، وعلينا أن ننطلق لتأسيس نظام سياسي جديد، لأن النظام القائم فشل، لكن عن طريق الحوار، ولكن حتى ذلك الحين علينا أن ننهض اقتصادياً ومالياً وبشكل متواز دون طغيان السياسة المالية والاقتصادية التي جعلت لبنان ينهار، وهذا هو الأساس.