أطماع تركيا في العراق .. مخطط أردوغاني في المنطقة العربية

آليات عسكرية تركية شمالي العراق \ Al Jazeera
0

تزداد أطماع تركيا في المنطقة العربية يومًا بعد اليوم، فبعد تدخلها السافر في سوريا بحجة حماية حدودها، وبعد دعمها لحكومة الوفاق في ليبيا بالسلاح والمرتزقة، هاهي اليوم تركيا تزيد من عملياتها العسكرية في شمال العراق.

وأدت العملية التركية الأخيرة في شمال العراق إلى سقوط قتلى مدنيين ليزداد على إثرها الغضب الشعبي في ثالث أيام الهجوم الذي يشنه نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني.

وهدف الهجوم التركي أبعد من مجرد ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني إلى إقامة قواعد عسكرية دائمة في المنطقة ضمن مخطط واسع يعمل على تنفيذه أردوغان في سوريا وليبيا والعراق ومناطق أخرى، بهدف تحقيق أطماع تركيا لغايتها.

سياسات عشوائية

ويرى متابعون أن العمليات العسكرية الاستعراضية في الشمال العراقي ستكون نتائجها وخيمة على أنقرة جراء السياسات العشوائية التي ورطت تركيا في حروب مفتوحة في كل من سوريا وليبيا والعراق.

ووفقًا لصحيفة (العرب اللندنية) فقد أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان أن جندياً تركياً قتل الجمعة خلال اشتباكات مع “إرهابيين” من حزب العمال الكردستاني المحظور في منطقة عمليّتها العسكريّة في شمال العراق.

ويضاف الجندي التركي إلى العشرات من القتلى من الجنود الأتراك الذين يدفعون ثمن تدخلات نظام الرئيس رجب طيب أردوغان في سوريا وليبيا والعراق.

تدخلات مكلفة

ويتساءل المتابعون بشأن إمكانية لجوء أردوغان إلى نفس السياسة التي اتبعها في تشييع جثامين الجنود الذين سقطوا في ليبيا ضمن تدخله لدعم حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.

كما كان تدخله في الشمال السوري مكلفا للغاية على صعيد خسائر جنوده بعد مواجهات سابقة مع النظام.

ويبدو أن أنقرة تصر على تنفيذ مخططاتها لخلق أوضاع ملائمة لتدخّل عسكري تركي دائم في العراق يحاكي ما قامت به تركيا في شمال سوريا في خضم موجة من الاحتجاجات العراقية والعربية على انتهاكاتها المتواصلة لسيادة أراضي العراق.

ولا يقيم النظام التركي وزنا للاحتجاجات العراقية على العملية العسكرية التركية بل يواصل تنفيذها بشكل هادف إلى فرض التدخل في الأراضي العراقية كأمر واقع.

مذكرة احتجاج عراقية

واستدعت الخارجية العراقية السفير التركي في العراق مرتين خلال الأسبوع الجاري، وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة داعية بلاده إلى “الكف عن مثل هذه الأفعال الاستفزازية”.

وأدت العمليات العسكرية التركية إلى مقتل خمسة مدنيين في غارات للطيران التركي، في ثالث أيام عملية عسكريّة جوية وبرية تشنها أنقرة في شمال العراق وسط موجة من الاحتجاجات العراقية والعربية على انتهاكاتها المتواصلة لسيادة أراضي العراق.

قصف تركي

وقتل ثلاثة مدنيين في ناحية شيلادزي بمحافظة دهوك الجمعة في غارات للطيران التركي “استهدفت سيّاراتهم”، بحسب ما أكد مدير الناحية وارشين مايي.

وقبل ذلك، قال المسؤول في ناحية برادوست بمحافظة أربيل حسان شلبي إن “راعي أغنام قتل في قصف للطيران التركي على المنطقة الخميس، وهو يعتبر أول ضحية مدني للهجوم التركي”.

كذلك، أعلن سربست صبري، مدير ناحية كاني ماسي في دهوك أيضاً، العثور الجمعة على جثة شخص مفقود منذ يومين، وقتل بالقصف التركي.

تدخلات الجامعة العربية

وتفيد المعلومات بأن أطماع تركيا وتدخلها في كل من ليبيا وسوريا والعراق، ستتم مناقشتها في اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية، وأن تأثر الأمن القومي العربي بهذه التدخلات سيكون محل اهتمام.

وأعلنت جامعة الدول العربية، الجمعة، عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا، عبر تقنية الفيديو كونفرانس بعد أن تلقت طلبا من وفد مصر لديها بهذا الشأن.

وأشار بيان للجامعة العربية، الجمعة، إلى أنه يجري التنسيق مع رئاسة الدورة الحالية (سلطنة عمان) لتحديد موعد الاجتماع، ومن المتوقع أن يعقد الأسبوع المقبل “بعد أن حصل الطلب المصري على التأييد المنصوص عليه في النظام الداخلي من جانب عدة دول”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.