الدول العربية.. معاناة متواصلة بسبب التدخل الغربي بدوافع السلام
يقول الإعلامي السعودي أحمد مازن الشقيري في برنامجه “خواطر” الذي يُبث خلال شهر رمضان المعظم في بداية كل حلقة: ” متحدين نقف، متفرقين نسقط” وهي المقولة التي تجسد الوضع الذي يحدث بشكل عام في البلدان العربية في الوقت الحالي، فمعظم الدول العربية تعاني من صراعات وتصدعات داخلية كبيرة بسبب التفرق والتشرذم .
ونتيجة لهذه التخبطات تتدخل الدول الغربية والأوروبية العظمى، بدافع الحصول على السلام والتوافق بين الدول العربية المختلفة، تدخل يراه الساسة بأنه يخدم مصالحهم في المقام الأول عن طريق البقاء في كراسي الحكم، في حين أن المواطن البسيط يعلم تماماً بأن كل تدخل أجنبي أو دولي في دولة عربية له ما بعده مستقبلاً .
هذه الصراعات نادراً ما نجدها في البلدان الأوروبية المختلفة بعد الحرب العالمية الثانية، فدائماً ما نجد أن الحدود التي تفصل دولة وأخرى تكون عبارة عن خط رفيع يتم رسمه في الأرض عن طريق السلطات المختصة بين البلدين كبلجيكا وفرنسا مثلاً، وهي مرحلة لم تصل لها هذه الدول من فراغ .
ونفس الحال ينطبق على الدول الغربية العظمى كالولايات المتحدة الأمريكية، والتي نادراً مايحدث فيها صراعاً بين المدن المختلفة أو القبائل المختلفة نسبة لإختلاف اللون أو العرق، الأمر الذي قاد هذه الدولة إلى التطور في جميع المناحي الحياتية .
سوريا
من أكثر البلدان العربية التي عانت في السنوات القليلة الماضية من الحرب بين الفصائل المختلفة، مما عمل على تشريد الآلاف من المواطنين السوريين وتفرقهم بين البلدان العربية والأوروبية الأخرى .
وكان بمقدور الرئيس بشار الأسد سابقاً وقبل إندلاع الحرب في سوريا في العام 2011 أن يحل جميع المشاكل العالقة في البلاد، والتي تتمثل في الهوية الدينية والعرقية بالمقام الأول بجانب تقاسم السلطة بين الأطراف المختلفة.
ويعتبر الصراع السوري صراع مسلح داخلي مُتعدد الجوانب، وشاركت فيه عدة أطراف دوليّة، تقدمتها روسيا التي أعلنت منذ العام 2014 تدخلها بشكل مباشر من أجل دعم نظام الرئيس بشار الأسد، مبررة ذلك بدعمها للجيش السوري في مواجهة التنظيمات والقوى الأخرى التي يقاتل ضدها .
ومن جانب آخر تدخلت تركيا وعملت على دعم القوات المعارضة لنظام الأسد، والتى تعتبر بأن هذا الأخير ليس حريصاً على مصلحة بلاده، الأمر الذي جعل من المواطن السوري هو المتضرر الأول من ما يجري في بلده .
اليمن
وبنفس الطريقة التي اتبعتها الجماعات المسلحة المختلفة في سوريا بدأت الحرب في اليمن عقب الحرب السورية بـ 4 سنوات وتحديداً في مارس من العام 2015 .
وتدعم دول غربية كبرى بعض القوات اليمنية ضد حليفتها الأخرى، وهو الأمر الذي جعل من اليمن مرتعاً خصباً للحروب بين القوات المسلحة المختلفة .
وهي حرب أهلية بين جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح المدعومين من إيران من طرف، والقوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومين من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت والمغرب والأردن من طرف آخر .
ومن ناحية أخرى يهاجم في هذه الحرب مسلحو تنظيم القاعدة الطرفين السابقين على حد سواء، لاعتقاده بأن هذه الأطراف لا تمثل القضية اليمنية الحقيقية والتي تتمثل في السلام والعدالة والتنمية .
وبدأت حرب اليمن بمعارك وهجمات شنها الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح للسيطرة على محافظة عدن وتعز ومأرب.
وبدأ الهجوم في 22 مارس 2015، باندلاع اشتباكات في محافظة تعز، وكانت الاشتباكات في مأرب قد بدأت منذ أواخر 2014 بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء .
العراق
العراق لم يكن أفضل حالاً من اليمن وسوريا إن لم يكن الأسواء على الإطلاق بأعتبار أن الحرب فيه بدأت منذ العام 2003، وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة قوات التحالف بدعوى أنها تتهم العراق بوجود نووي إلى دخول العراق، وأدى الغزو في نهاية الأمر إلى الإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين .
واستمر الصراع في الكثير من أوقات العقد المقبل على أنه تمرد وظهرت معارضة لقوات الاحتلال وحكومة ما بعد الغزو العراقية، الأمر الذي جعل الكثير من الخلافات تظهر على السطح ما بين السنة والشيعة .
وقُتل ما يقدر بنحو 151،000 إلى 600،000 عراقي أو أكثر في 3–4 سنوات الأولى من الصراع .
وأعلنت الولايات المتحدة رسميا انسحابها من البلاد في عام 2011 لكنها عادت مرة أخرى وشاركت في 2014 على رأس ائتلاف جديد، واستمر التمرد والصراع المسلح الأهلي في اليمن إلى اليوم .
وبالعودة لأسباب الصراع الحقيقية في هذه الدول العربية وغيرها من الدول على حد سواء نجد أن عدم الوصول إلى اتفاقيات حقيقية وفعلية مستقبلية بين أبناء البلد الواحد هو ما ساهم بشكل كبير في انتشار الفوضى، كما أن التدخل الأجنبي في هذه البلدان ساهم بشكل أكبر في تعقيد الأمور أكثر مما هى عليه لأن التدخل الأجنبي دائما وكما يقول المواطن البسيط له ما بعد .