تظاهرات عنيفة تندلع في بيروت ومبنى وزارة الخارجية مقر للثورة
اندلعت تظاهرات عنيفة اليوم السبت في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث وقعت مواجهات قوية بين المتظاهرين وقوات الأمن، في وقتٍ اقتحمت فيه محموعة من المتظاهرين ومن بينهم عسكريون متقاعدون مبنى وزارة الخارجية الواقع شرقي العاصة.
وبحسب موقع (ميدل إيست اونلاين) قال المتحدث باسم المتظاهرين العميد المتقاعد سامي رماح للصحافيين في بيان تلاه “من مقر وزارة الخارجية الذي اتخذناه مقراً للثورة، نطلق النداء إلى الشعب اللبناني المقهور للنزول إلى الساحات والمطالبة بمحاكمة كل الفاسدين”.
إحراق صورة الرئيس اللبناني
وبلغ عدد المتظاهرين الذين اقتحموا مبنى وزارة الخارجية عقب تظاهرات عنيفة في العاصمة بيروت، 200 متظاهر، قاموا بانتزاع صورة للرئيس اللبناني ميشال عون وأحرقوها أمام عدسات وسائل الإعلام المتجمعة.
ولم يسلم مبنى وزارة الخارجية من الانفجار الضخم الذي ضرب مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الماضي، والذي راح ضحيته نحو 160 شخص وأصيب آلاف بجروح متفاوته.
حيث رفع المتظاهرين لافتتين على الباب الرئيس لمبنى وزارة الخارجية اللبنانية، كُتب في الأولى “بيروت عاصمة الثورة” والثانية تحمل عبارة “بيروت مدينة منزوعة السلاح”.
وقال المتحدث باسم المجموعة “لسنا ضد شخص بعينه.. بل ضد منظومة دمرت البلد وأفقرته”.
إطلاق الرصاص الحي
ونقلت وسائل إعلام محلية أن تظاهرات عنيفة وقعت وسط بيروت تم إطلاق الرصاص الحي في موقع المظاهرات، حيث أكدت الشرطة أنه تم إطلاق الرصاص الحي في سعيها لتفرقة المحتجين.
وبثت قنوات محلية لقطات لأشخص ملطخين بالدماء جراء إصابتهم بطلقات مطاطية، في الوقت الذي أطلقت فيه الأجهزة الأمنية الغاز المسيل للدموع صوب محتجين حاولا اقتحام مبنى البرلمان اللبناني.
وقال متحدث باسم الشرطة إن شرطيا لبنانيا لقي حتفه خلال اشتباكات مع المتظاهرين بوسط بيروت السبت.
إسقاط الحكومة
ورفع المتظاهرون خلال التظاهرات لافتات تطالب بإسقاط الحكومة الحالية لعجزها في التعامل مع الأزمات التي يعاني منها البلد، آخرها كارثة إنفجار مرفأ بيروت.
كما ذكر شهود عيان بأن حريقًا قد نشب في شاحنة نقل في ساحة رئيسية وسط بيروت، مع تعالى الأصوات المطالبة بغسقاط النخبة الحاكمة، كما شبت حرائق أخرى صغيرة بالقرب من مكان التظاهرات.
وأبلغ مسؤولون بالصليب الأحمر اللبناني وسائل إعلام محلية بأن أكثر من 140 شخصا أصيبوا خلال المظاهرات في وسط بيروت السبت احتجاجا على الانفجار الضخم الذي وقع يوم الثلاثاء ونُقل 32 شخصا للمستشفى.
ارتفاع عدد قتلى الانفجار
وذكر المكتب الإعلامي لوزارة الصحة اللبنانية، أن عدد القتلى من الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت شهد ارتفاعًا، ببلوغه إلى 158 قتيل، فيما تجاوز عدد المصابين الستة آلاف مصاب، وهنالك 21 في عداد المفقودين.
ووعدت الحكومة بمحاسبة المسؤولين عن الانفجار. لكن قليلا من اللبنانيين يثقون في ذلك. ونصب البعض مشانق مثبتة على قوائم خشبية كتحذير للزعماء اللبنانيين.
ورفع محتجون لافتات خيرت إحداها المسؤولين بين الاستقالة والشنق.وأطلقت الشرطة عشرات من عبوات الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين أضرموا النار ورشقوا الجنود بالحجارة.
فساد الحكومة والدولة
وكثير من المواطنيين اللبنايين يشعرون بأن الدولة فاسدة وخذلتهم من جديد، ولن يثقوا فيها مرة أخرى حال وعدتهم بإرجاعهم إلى بيوتهم المدمرة بعد ترميمها.
وكانت الاحتجاجات في لبنان قد خرجت من جديد قبل أشهر، رغمًا عن كونها منخفضة الوتيرة جراء خشية المواطنيين من فيروس كورونا، ولكن المطالب لا تزال حاضرة وعلى رأسها أن تعالج الحكومة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب البلاد.
ويؤكد مسؤولون بان الخسائر الاقتصادية الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت يمكن ان تصل إلى 15 مليار دولار، كمبلغ لا يتمكن لبنان من تحملخ سيما وأن لبنان عجز عن سداد ديونه التي تجاوزت نسبتها 150% من مجمل الناتج الاقتصادي للبلاد.