ليبيا.. ما بين طموح باشاغا وتشبث السراج
شهدت المنطقة الغربية نحو العاصمة الليبية طرابلس، مساء أمس، تحركات عسكرية ضخمة جاءت بالتزامن مع بدء جلسات ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف اليوم الإثنين.
ظهر في فيديو نشرته تلك القوات، مئات المسلحين المتجهين نحو طرابلس، بحسب مركز “مينا” للدراسات، وأعلنت تلك الميليشيات توحيد صفوفها وحل خلافاتها وفتح الطرق بين المناطق ودعم عودة كل المهجرين.
واللافت في البيان المصور لتلك الميليشيات هجومها اللاذع على وزير داخلية حكومة الوفاق المفوض فتحي باشاغا، الطامح لأن يتسلم منصب رئاسة الحكومة المقبلة.
وأكدت تلك الميليشيات في بيانها المصور، رفضها القاطع لعملية “صيد الأفاعي” بالمنطقة الغربية التي يعتزم فتحي باشاغا إطلاقها لملاحقة المهربين، معتبرة أنها عملية وهمية من أجل مصالح سياسية.
وبالتالي، هناك شريحة واسعة من تلك الفصائل أبدت رفضها لفتحي باشاغا وأنشطته المستمرة بجر ليبيا إلى الحرب وإغراق البلاد بالفوضى والدمار.
ودعت هذه الميليشيات في بيانها، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الغير شرعية فائز السراج إلى إعادة لم شمل المجلس الرئاسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى إدارة ليبيا إلى حين إجراء الانتخابات.
كما سارعت الميليشيات لإعلان رفضها القاطع لمخرجات الحوار السياسي وللحكومة المزمع تشكيلها.
وبحسب خبراء، فإن هذه التحركات جاءت لدعم وحماية السراج في طرابلس والزاوية وغريان وبقية مدن الغرب الليبي.
كما يرى الخبراء، أن السراج يأمل في فشل الحوار السياسي بتشكيل سلطة تنفيذية جديدة للاستمرار بمنصبه، وهذا ما يظهر التناقض بين أقواله وأفعاله عندما قال العام الفائت إنه سيسلم السلطة نهاية أكتوبر 2020 بمجرد تشكيل سلطة تنفيذية جديدة.
وبلا شك أن السراج بدأ يجهز نفسه للسيناريو الذي سيكون بديلاً لهذا الفشل والمدعوم من عدد من الفصائل المسلحة وجهات سياسية داخلية، حيث عمل مؤخراً على تعزيز سلطته ونفوذه، عبر إعادة هيكلة “قوات الردع” الخاصة تحت قيادته، وإنشاء جهاز دعم الاستقرار بصلاحيات واسعة تحت قيادة زعيم قوات الردع ذاتها “عبد الغني الككلي”، وكلاها من خارج الجماعات الموالية لوزير الداخلية فتحي باشاغا.
إلى ذلك، ذكرت مصادر إعلامية في ليبيا في وقت سابق اليوم الإثنين أن وزير داخلية حكومة الوفاق غير المعتمدة فتحي باشاغا قد كتب استقالته أمس الأحد من المنصب الذي يتولاه حاليًا.
وأوضحت المصادر أن باشاغا أبلغ المبعوثة الأممية لدي ليبيا ستيفاني ويليامز بذلك، واتفق معها على عدم تقديمها رسميًا إلى فائز السراج حتى ينتهي الحوار السياسي وإمكانية حصوله على منصب جديد في الحكومة الانتقالية.
واعتبر محللون في الشأن السياسي الليبي أن وزير داخلية الوفاق، يهدف بهذه الخطوة إلى المراوغة السياسية في سعيه للحوصل على منصب رئيس الحكومة الانتقالية.
وأكدوا بأن باشاغا يدرك جيدًا صعوبة تولي هذا المنصب في ظل توليه لشؤون وزارة الداخلية لدى حكومة السراج غير الشرعية، مع التأكيد على أن تواجده في الحكومة القادمة من شأنه إعادة الحرب إلى البلاد التي ما لبثت وأن توقفت ولو مؤقتًا.
وعلى الرغم من رفض الحل العسكري في ليبيا من قبل دول العالم، إلا أن باشاغا يسعى لاستخدام الحل العسكري من خلال عملية صيد الأفاعي التي هي عمل عسكري من مليشيات ضد أخرى.
يذكر أنه انطلقت اليوم الإثنين، الجلسة الافتتاحية للحوار السياسي الليبي، بقيادة ستيفاني ويليامز، في مدينة جنيف السويسرية، بغرض اختيار أعضاء السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، بحسب العربية.