لماذا قرر الرئيس الفرنسي احتساء القهوة من السيدة فيروز ؟
اهتم العديد من الكتاب في الصحف العربية بالزيارة التي أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء لمنزل السيدة فيروز في لبنان واحتساء القهوة معها.
وكان ماكرون قد غرد قبل أيام عبر تويتر قائلًا: “موعد على فنجان قهوة مع السيدة فيروز في أنطلياس مساء الإثنين”، مقررًا بذلك أن تبدأ زيارته الثانية إلى لبنان في ظرف أقل من شهر مع رمز وطني يجمع كل اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم.
وفسر عدد من الكتاب العرب تلك الزيارة بأنها رسالة من ماكرون لكل الزعماء السياسيين في لبنان بأنه يقدم السيده فيروز عليهم.
وطن فيروز
وعبر جريدة الشرق الأوسط اللندنية، يقول غسان شربل، وفقًا لموقع (بي بي سي عربي) إنه أمر جميل أن يدخل الرئيس الفرنسي لبنان في زيارته الجديدة من منزل فيروز، مشيرًا إلى أن ماكرون حاول أن يذكر اللبنانيين بشئ قليل مما يجمعهم.
وهاجم شربل السياسيين اللبنانيين، حينما قال إنهم لا علاقة لهم بوطن فيروز والرحبانية. وأن الوطن يرفض لكل أشكال الظلم إما من مستعمر خارجي أو من قبل مستبدين في الداخل، حسب قوله.
ويثني الكاتب على الرئيس الفرنسي، قائلًا إن “لديه إسلوب يذكر بشجاعة أسلافه عند المنعطفات. أسلوبه يذكر بفرنسا القيم الإنسانية”.
لبنان آخر
وفي السياق ذاته، يقول خيرالله خيرالله في جريدة العرب اللندنية: “شاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يكون، هذه المرة، بيت السيدة فيروز محطته اللبنانية الأولى. أراد بذلك أن يقول إن هناك لبنان آخر لا يزال في الإمكان الرهان عليه في حال كان مطلوبا ‘إعادة تأسيس’ البلد”.
ويتابع: “ترمز فيروز، المطربة التي تجاوز عمرها الثمانين، إلى كل ما كان جميلا في لبنان. ترمز قبل كلّ شيء إلى ثقافة الحياة وإلى تراث غنيّ ضاع بعضه بعد تفجير ميناء بيروت … من خلال تقديمه فيروز على كل كبار المسؤولين والزعماء السياسيين اللبنانيين، يبدو واضحا أن الرئيس الفرنسي يريد توجيه رسالة ما”.
صوت فيروز
أما داني حداد، فيقول في موقع “إم تي في” اللبناني إنه “قد يكون في زيارة ماكرون إلى منزل السيدة فيروز بعض من الدعاية التي يبدو أن فريق ماكرون يجيدها … هل يعلم ‘مسيو ماكرون’ أن بعضنا لم يكن هنا ليستقبله، في بيروت المدمرة والمنهكة، لولا فيروز وصوتها؟ هي ألصقتنا بهذه الأرض الدائمة الاهتزاز. وهي أبقت ذلك الحنين إلى هذه الأرض في نفوس اللبنانيين المنتشرين”.
ويتساءل حداد: “ماذا فعلت بنا فيروز؟ أبقتنا في مدينة حيث ‘كل فكرة تقطن منزلا’، كما كتبت يوما ناديا تويني، وبالفرنسية التي كانت تجيدها أفضل من فرنسيّين كثيرين. السلاح هو الذي بات يقطن في منازل كثيرين”.
يحسد ماكرون
وفي السياق ذاته، يقول طلعت شناعة في جريدة الدستور الأردنية: “لقاء كبير فرنسا بـ ‘سفيرتنا إلى النجوم’ و ‘جارة القمر’ يختلف عن لقائه بباقي زعامات لبنان. وحتما سوف يستمع منها لكلام غير كلام الآخرين. الذين ‘خربوا’ بلدهم بالطائفية البغيضة والولاءات للأشخاص بالوراثة”.
ويتابع شناعة: “أتخيل ماكرون يطلب من فيروز أن تغني له مثلا ‘جايبلي سلام’ أو ‘حبيبي بده القمر’ أو يسرح وهو يحتسي القهوة على خلفية إحدى أغنياتها في بيتها؟ أيها ‘الماكر…. ون’، رغم أنني أعرف نتيجة زيارتك إلى لبنان سلفا، لكنني ‘أحسدك’ على شيء واحد فقط، أنك حققت ما لم أستطع وما زلت أحلم به، تناول فنجان قهوة مع فيروز”.
وسام الشرف
على صعيد متصل قال الفنان اللبناني، ملحم زين، في وقت سابق، إن الرئيس الفرنسي “سيحصل على وسام الشرف بزيارته فيروز وأن الاجتماع معها سيدوّنه في سجله ويتذكره الرأي العام أكثر من أي لقاء سياسي آخر”.
وأضاف زين “لا أعتقد أن هذه الفرصة التاريخية تتكرّر لأحد، حتى لزعماء كبار، كلنا نعرف أن حكاية فيروز والأبواب المغلقة حكاية طويلة، وهذا سرها الذي أحببناه كما حبنا لفنها… طبعاً سنحسد ماكرون على هذه الفرصة، ونعتبر أنه اختار الطريق الصح، هو أراد أن يقول لنا هذا لبنان الذي نريد… على صورة فيروز الناصعة التي صنعت المجد”.