رحيل الفاتنة شويكار .. لم تسعى للشهرة وأرهقتها الأحزان

الفنانة المصرية الراحلة شويكار \ EcoActu
0

جاء رحيل الفنانة المصرية شويكار ليكمل على ما تبقى من الأحزان التي فجع بها الوسط الفني في العالم العربي خلال الأشهر القليلة الماضية برحيل عدد من النجوم كانت آخرهم شويكار.

رحيل شويكار مثل نهاية لحياة مليئة بالأحداث التي كما كانت الابتسامة فيها حاضرة فإن للدموع كذلك مكانًا في حياة واحدة من ألمع نجمات الكوميديا على خشبة المسرح.

شويكار من أب ذو أصول تركية، وأم تنتمي للشراكسة، وهو ما يمكن أن يفسر لنا تلك الملاح الفاتنة التي ميزتها خلال مشوارها الفني.

أحزان مبكرة

درست شويكار في إحدى المدارس الفرنسية في مصر، وما إن بلغت السادسة عشر من عمرها، أقدمت على الزواج من شاب ثري “حسن نافع”، ولها منه ابنة وحيدة “منة الله”، وبمرور عام على زواجها تعرض زوجها لمرض عضال، ليتوفى بعد عامين، وتصبح شويكار أرملة في سن مبكرة جدًا من حياتها.

إلا أنها اختارت مجابة الحياة بكل شجاعة، فقامت بإدارة أملاك زوجها الراحل، وقررت مواصلة دراستها وتربية طفلتها الصغيرة، هذه المسؤوليات التي ألقيت على عاتقها وصبرها على تلك الصعاب جعلانها تنال جائزة الأم المثالية من نادي سبورتنغ الرياضي، وفقًا لما ذكره موقع (الجزيرة نت).

دخول عالم الفن

دخلت شويكار عالم الفن عن طريق المخرج السنمائي حسن رضا، لتشارك في ثلاث مسرحيات، ونالت أول ادوارها السينمائية في العام 1960 في فيلمم “حبي الوحيد”.

لتلفت الأنظار بعد ذلك، وتنال دور البطولة في مسرحية “السكرتير الفني” رفقة الفنان فؤاد المهندس، لتبدأ قصة الحب بين الاثنين على أرض الواقع، وتزوجا لمدة عشرين عامًا، كان النجاح فيها من نصيبهما عبر عدة مسرحيات وأفلام سينمائية.

ومع بداية العام 1980 قرر الزوجان الانفصال، بعدما كانت شويكار الزوجة الثانية للفنان المهندس، الأمر الذي قاد إلى إنهاء زواجه الأول، وتسببه لزوجته الأولى بمرض مزمن لسنين طويلة حتى وفاتها.

لقطة من زواج شويكار بالممثل فؤاد المهندس

لم تسعى للشهرة

حينما سألتها الفنانة دلال عبد العزيز في إحدى اللقاءات التلفزيونية عن غذا لم تكن فنانة وفنانة، فماذا ترغب شويكار أن تكون؟.

لم تتردد الفنانة الراحلة بالقول “زوجة وأم”، لتؤكد أنها رغبت دومًا بان تصبح ربة منزل فقط، وأنها لا تحب الأضواء أو الشهرة، مضيفة: “لم أسعَ أبدا للتاريخ، هو من جاء لي، فلم يكن التمثيل هوايتي ولا الرقص والاستعراض موهبتي، لكنني اتخذته عملا، وأجدت في عملي”.

أدوار بارزة في عالم الفن

من خلال الأدوار التي أدتها شويكار سواءًا على خشبة المسرح أو الأفلام السينمائية، دائمًا ما يؤكد النقاد على أنها تمتلك قدرات تمثيلة هائلة، ونجد أهم الأفلام السينمائية التي قدمتها، فيلم “الزوجة 13″، وفيلم “الباب المفنتوح” و”دائرة الانتقام”،  وآخر دور سينمائي قدمته شويكار قبل رحيلها أدائها شخصية أم بطل فيلم “كلمني شكرًا”.

وتؤكد شويكار أنها على الرغم من حبها الكبير للفن والتمثيل، إلا أنها في خواتيم حياتها لم تكن تفضل مشاهدة أعملاها الفنية، رغمًا عن كونها لم تكن من الممثلات اللاتي ظهرن في أدوار جريئة، وعن هذا قالت: “لا أحب مشاهدة أعمالي، وعندما أجد مسرحية أو فيلما أغير المحطة”.

بكاء شويكار

تكشف الفنانة الراحلة أنها طوال حياتها المليئة بالكثير من الأحزان، إلا أنها لم تذرف الدموع وهي تتحدث عن شخص معين، كما بكت على أمها، وأن حزنها الشديد كان على فقدانها أحذيتها “الشيك” كما تصف، بعدما قادها تقدمها في السن للتخلي عن أحذية الكعب العالي واستعمال الأحذية الطبية، لأنها حسب قولها كانت ذا قيمة في حياتها أكثر من بعض الأشخاص الذين التقت بهم.

رحيل شويكار جاء بعد حياة استمرت 85 عامًا، وبعد معاناتها في سنواتها الأخيرة من أمراض الشيخوخة، لتستيقظ على آلام حادة نتيجة انفجار المرارة، وفقًا لوسائل إعلام مصرية، وتأتيها المنية بإحدى مستشفيات مدينة 6 أكتوبر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.